الأحد، 20 مارس 2011

الفرق بين الايمان والاسلام

الفرق بين الايمان والاسلام

 

الدين هو مجموعة حكم ومواعظ وارشادات وقوانين ونظريات  ماخوذة من تجارب حياة الانسان وخاضعة للاجتهاد والقياس والمقارنة والاسقاط والتقاطع والتوازي لتواكب التغير والتطور الحضاري والحيثيات الواقعية والخصوصية لحاضر ومستقبل شعب ما او فئة ما من الناس في الزمان والمكان في فترة حضارية ما من حياة الانسان عموما

والدين كي يصبح منهجا حياتيا عاما كان يقرن بالمعجزات ويسند الى مصدر من الغيبيات وعلى راسها الاله  كاعلى قوة تشريعية بما يخص الحياة

ولذا فان علاقة الانسان بالدين تترجم بالايمان والايمان هنا يعني الاخذ بالدين على انه منهج مفروض على الانسان اتباعه  على انه منزل من الله الخالق المدبر الاب الاكبر للانسان وملك الحياة الاعظم العالم الخبير بكل شيء   وهو من يعرف مصلحة الانسان

ومن هنا يفهم الانسان على ان الدين هو رافعة حضارية تاخذ به كي يحافظ على وجوده وحياته واستمراريتها بالطريقة اللتي تمكنه من بناء مستقبل افضل ومجتمع انساني قادر على القيام بواجباته الحياتية في تحدي الطبيعة واثبات وجوده وتحقيق ذاته وتاكيد كينونته

واثناء الحراك الحضاري للانسان بهذا الايمان اللذي يعمر وجدانه وبتماسه مع المادة والطبيعة والكون وتراكم الخبرات المكتسبة والمهارات الحياتية بالتفاعل المتبادل بينه وبين المادة واكتسابه العلم والمعرفة والتقنية  تاخذ شخصيته بالاستقلال  والتفرد بمنهجه الحياتي كونه اصبح يمتلك مقومات وقدرات القيادة الذاتية  لمسيرة الحضارة الانسانية

وهذا ما نشاهده من المشهد الحضاري الحركي المعاصر للانسان حيث انه وصل الى مستوى من العلم والمعرفة والتقنية والتطور العضوي عقليا وجسديا ونفسيا   واكتسب الخبرة في التعامل مع مادة الحياة والمهارة الكافية  وكل القدرات والمقومات اللتي تؤهله ان يقود نفسه بنفسه صانعا لذاته منهجا او مناهج وقوانين وانظمة ودساتير حياتية في مختلف جوانب حياتية وذات تخصصية ايضا وتفصيلية وشمولية اكثر من الدين  وهو المنهج السلفي ذو المصدر الغيبي بمعنى ان الدين اضحى اداة حضارية استعملها الانسان لتسييره مرحلة انتقالية  ما بين اللاوعي والوعي  كمرحلة انتقال الطفل من الزحف الى الوقوف التام والقدرة على المشي باستقلالية

هذا بالموجز عن الدين اي دين والديانات في حياة الانسان عبر تاريخه كثيرة جدا وتعد بالمئات وقد اندثرت وتلاشت هذه الديانات بمعظمها تبعا لتطور الانسان وحيث انها لم تعد ضرورية لحياته وسوف ياتي زمن على الانسان يكون به لادينيا بالمطلق ومنهجه بالحياة هو المنهج الطبيعي العقلاني المادي اللاغيبي اي المنهج العلماني

 

الهدف من هذا السياق الموضوعي والايجاز  حول مفهوم الدين هو الوصول الى حالة الاسلام والسؤال هنا هل مفهوم الدين ينطبق على الاسلام اي ان هل الاسلام هو دين ؟؟

 

الاجابة بكل بساطة ووضوح ان الاسلام تحديدا هو ليس دين ولا ينطبق عليه تعريف الدين باي نسبة تذكر للاسباب التالية :

ان اي دين من ديانات الانسان  هو مجموعة من الحكم والمواعظ والارشادات والتوجيهات والنصائح والنظريات والاحكام والتشريعات اللتي تناسب الزمان والمكان والخصوصيات ومستقاة كلها من تجربة الانسان بالحياة وقدرته على التعاطي والفهم والاستيعاب

 

اما الاسلام فلا شيء به من هذا القبيل وانما هو مجموعة قوانين وفرائض وواجبات قهرية تسلطية فوقية ملزمة  تحتقر الانسان والحياة وتنال من حقه الكامل  بالحياة وتحرمه من هذا الحق وتفرض القتل وتحتقر الحياة وتمجد العدم على حسابها وتعد الانسان بحياة بعد الموت  وتلغي تفكيره بالحياة وتحفيزه  للنمو والبحث والتطور  والتعلم والعمل على بناء واقع حضاري افضل يسعد به  ويحقق الرفاه والمحبة لحياة

بمعنى ان الاسلام قانون ملزم لعامة الناس على انهم ادوات يتحقق من خلالهم الوصول للسلطة والثروة لصالح قلة مختارة على حساب العامة اي انه قانون عصابات  تسلطية احتكارية استغلالية استعبادية

 

ان اي دين يسمح للانسان بالتفكير وحرية الراي والتعبير واختيار الطريق الانسب والاجتهاد والقياس ويحفزه على التطور والعمل واحترام الحياة وحبها وحب الانسان بل ويقدس الانسان والحياة ويعمل على خلق نظام اجتماعي قائم  على المحبة والصدق والانتماء والتراحم والتعاطف والعمل الجماعي  وغيرها من القيم الحضارية الباعثة للعمل والنمو والتطور والابداع وكل هذا ياتي من مفهوم الايمان وكل الديانات لديها مفهوم الايمان

 

اما الاسلام كونه ليس دين فلا يوجد به ايمان انما اسلام فهناك مسلم او غير مسلم وليس بالاسلام مؤمن او غير مؤمن والفرق بين الاسلام والايمان كبير جدا

الاسلام هو ان تسلم بكيانك العقلي والنفسي والجسدي  وكل مقدراتك ومقومات وجودك كانسان لخدمة وغرض هذا المنهج والقائمين عليه اللذي هو الاسلام  وهنا لا يوجد اعتبار للانسان كان يفكر او يعمل او يتطور او اي اعتبار وجودي له فمجال الحياة والحضارة والنمو والاستقلالية والحرية وكل ما يلزم الانسان من تحقيق الذات الوجودية له  مرفوض وممنوع وغير متاح بالاسلام

 

ومن هذا القبيل نجد ان الشعوب الاسلامية لديها تخلف حضاري عقيم اي انها غير قابلة للتطور بل ومصرة على التخلف والرجعية

ولذا فالاسلام يشكل مرضا حضاريا  يعيق ويمنع الانسان من التطور والنمو والتحضر والابداع وتحقيق الرفاهية والحياة الافضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق