الفرق بين الايمان والاسلام
الدين هو مجموعة حكم ومواعظ وارشادات وقوانين ونظريات ماخوذة من تجارب حياة الانسان وخاضعة للاجتهاد والقياس والمقارنة والاسقاط والتقاطع والتوازي لتواكب التغير والتطور الحضاري والحيثيات الواقعية والخصوصية لحاضر ومستقبل شعب ما او فئة ما من الناس في الزمان والمكان في فترة حضارية ما من حياة الانسان عموما
والدين كي يصبح منهجا حياتيا عاما كان يقرن بالمعجزات ويسند الى مصدر من الغيبيات وعلى راسها الاله كاعلى قوة تشريعية بما يخص الحياة
ولذا فان علاقة الانسان بالدين تترجم بالايمان والايمان هنا يعني الاخذ بالدين على انه منهج مفروض على الانسان اتباعه على انه منزل من الله الخالق المدبر الاب الاكبر للانسان وملك الحياة الاعظم العالم الخبير بكل شيء وهو من يعرف مصلحة الانسان
ومن هنا يفهم الانسان على ان الدين هو رافعة حضارية تاخذ به كي يحافظ على وجوده وحياته واستمراريتها بالطريقة اللتي تمكنه من بناء مستقبل افضل ومجتمع انساني قادر على القيام بواجباته الحياتية في تحدي الطبيعة واثبات وجوده وتحقيق ذاته وتاكيد كينونته
واثناء الحراك الحضاري للانسان بهذا الايمان اللذي يعمر وجدانه وبتماسه مع المادة والطبيعة والكون وتراكم الخبرات المكتسبة والمهارات الحياتية بالتفاعل المتبادل بينه وبين المادة واكتسابه العلم والمعرفة والتقنية تاخذ شخصيته بالاستقلال والتفرد بمنهجه الحياتي كونه اصبح يمتلك مقومات وقدرات القيادة الذاتية لمسيرة الحضارة الانسانية
وهذا ما نشاهده من المشهد الحضاري الحركي المعاصر للانسان حيث انه وصل الى مستوى من العلم والمعرفة والتقنية والتطور العضوي عقليا وجسديا ونفسيا واكتسب الخبرة في التعامل مع مادة الحياة والمهارة الكافية وكل القدرات والمقومات اللتي تؤهله ان يقود نفسه بنفسه صانعا لذاته منهجا او مناهج وقوانين وانظمة ودساتير حياتية في مختلف جوانب حياتية وذات تخصصية ايضا وتفصيلية وشمولية اكثر من الدين وهو المنهج السلفي ذو المصدر الغيبي بمعنى ان الدين اضحى اداة حضارية استعملها الانسان لتسييره مرحلة انتقالية ما بين اللاوعي والوعي كمرحلة انتقال الطفل من الزحف الى الوقوف التام والقدرة على المشي باستقلالية
هذا بالموجز عن الدين اي دين والديانات في حياة الانسان عبر تاريخه كثيرة جدا وتعد بالمئات وقد اندثرت وتلاشت هذه الديانات بمعظمها تبعا لتطور الانسان وحيث انها لم تعد ضرورية لحياته وسوف ياتي زمن على الانسان يكون به لادينيا بالمطلق ومنهجه بالحياة هو المنهج الطبيعي العقلاني المادي اللاغيبي اي المنهج العلماني
الهدف من هذا السياق الموضوعي والايجاز حول مفهوم الدين هو الوصول الى حالة الاسلام والسؤال هنا هل مفهوم الدين ينطبق على الاسلام اي ان هل الاسلام هو دين ؟؟
الاجابة بكل بساطة ووضوح ان الاسلام تحديدا هو ليس دين ولا ينطبق عليه تعريف الدين باي نسبة تذكر للاسباب التالية :
ان اي دين من ديانات الانسان هو مجموعة من الحكم والمواعظ والارشادات والتوجيهات والنصائح والنظريات والاحكام والتشريعات اللتي تناسب الزمان والمكان والخصوصيات ومستقاة كلها من تجربة الانسان بالحياة وقدرته على التعاطي والفهم والاستيعاب
اما الاسلام فلا شيء به من هذا القبيل وانما هو مجموعة قوانين وفرائض وواجبات قهرية تسلطية فوقية ملزمة تحتقر الانسان والحياة وتنال من حقه الكامل بالحياة وتحرمه من هذا الحق وتفرض القتل وتحتقر الحياة وتمجد العدم على حسابها وتعد الانسان بحياة بعد الموت وتلغي تفكيره بالحياة وتحفيزه للنمو والبحث والتطور والتعلم والعمل على بناء واقع حضاري افضل يسعد به ويحقق الرفاه والمحبة لحياة
بمعنى ان الاسلام قانون ملزم لعامة الناس على انهم ادوات يتحقق من خلالهم الوصول للسلطة والثروة لصالح قلة مختارة على حساب العامة اي انه قانون عصابات تسلطية احتكارية استغلالية استعبادية
ان اي دين يسمح للانسان بالتفكير وحرية الراي والتعبير واختيار الطريق الانسب والاجتهاد والقياس ويحفزه على التطور والعمل واحترام الحياة وحبها وحب الانسان بل ويقدس الانسان والحياة ويعمل على خلق نظام اجتماعي قائم على المحبة والصدق والانتماء والتراحم والتعاطف والعمل الجماعي وغيرها من القيم الحضارية الباعثة للعمل والنمو والتطور والابداع وكل هذا ياتي من مفهوم الايمان وكل الديانات لديها مفهوم الايمان
اما الاسلام كونه ليس دين فلا يوجد به ايمان انما اسلام فهناك مسلم او غير مسلم وليس بالاسلام مؤمن او غير مؤمن والفرق بين الاسلام والايمان كبير جدا
الاسلام هو ان تسلم بكيانك العقلي والنفسي والجسدي وكل مقدراتك ومقومات وجودك كانسان لخدمة وغرض هذا المنهج والقائمين عليه اللذي هو الاسلام وهنا لا يوجد اعتبار للانسان كان يفكر او يعمل او يتطور او اي اعتبار وجودي له فمجال الحياة والحضارة والنمو والاستقلالية والحرية وكل ما يلزم الانسان من تحقيق الذات الوجودية له مرفوض وممنوع وغير متاح بالاسلام
ومن هذا القبيل نجد ان الشعوب الاسلامية لديها تخلف حضاري عقيم اي انها غير قابلة للتطور بل ومصرة على التخلف والرجعية
ولذا فالاسلام يشكل مرضا حضاريا يعيق ويمنع الانسان من التطور والنمو والتحضر والابداع وتحقيق الرفاهية والحياة الافضل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق