الخميس، 10 مارس 2011

الفرق بين الانسان والحيوان


 

 

الفرق بين الانسان والحيوان

 

الانسان يفهم الاشياء بحقيقة تكوينها  ومواصفاتها الطبيعية كان تكون فيزيائية او كيميائية او بيولوجية او رياضية او ميكانيكية او ديناميكية او غيرها مما تتصف به ضمن علوم المادة والطبيعة

اما الحيوان فيفهم الاشياء بتصورها وتوهمها ونسج المعاني لها في مخيلته  وتاويل معناها الحقيقي الى الشكل اللذي يناسب مستوى وعيه وتمييزه

 وبهذا فانه يرسم في داخل دماغه صورة للشيء  للدلالة عليه ولكنها ليست تطابق حقيقته وذلك لعدم او لضعف القدرات الادراكية الذهنية وضعف قدرات الفهم والاستيعاب والتمييز والبحث والاستكشاف والقياس والمقارنة والتقاطع والاسقاط والذاكرة المتطورة  وغيرها من القدرات العقلية والذهنية اللازمة للفهم العلمي الطبيعي المادي الحقيقي للاشياء

وهذا سببه اما ان يكون انعداما او ضعفا بالقدرات بسبب طبيعي عضوي وراثي يتعلق بالعنصر والنوع او ان هذه القدرات اصابها السكون والضمور والخمول نتيجة عدم استعمالها وتفعيلها لفترة من الزمن

وبهذا فهي تحتاج لتخليق او تحتاج لتفعيل

 

الانسان  يسير بحياته بناء على قانون ودستور وخطة ومنهج ومبدا تحدد كلها نمط مسيرته وكيفيتها وحدودها  وبدايتها ونهايتها واهدافها

وتتضمن هذه المسيرة قصة حياته وصراعه مع تحديات الحياة بمجملها وبهذا المضمار يكون قد اتسع مجال حياته لاهداف اكبر من هدف الحفاظ على الجنس والنوع والتكاثر والتواصل المعيشي

فقد عمد الانسان على تغيير مواصفات المادة الكونية في محيطه وتحويلها الى اشكال تخدم حياته والى اغراضه وغاياته  وانطلق في عملية التغيير والتاثير والى خارج نطاق دائرته لتشمل عناصر خارج الطبيعة كابحاث الفضاء والصعود الى القمر وتحضيراته لغزو الفضاء ورسم طموحات اكبر  بالمستقبل

كل هذا بسبب امتلاكه لقدرات الوعي والفهم والادراك العالية اللتي تؤهله لفهم الامور من حوله على حقيقتها وبالتالي يسهل عليه التعامل معها  والتدخل في صناعة الكون وتحديد مواصفاته تبعا لرغباته

 

بالمقابل نجد ان الحيوان يسير بحياته بفعل غرائزه وشهواته ونزواته  فغريزة البقاء والتكاثر والحفاظ على الحياة  وتواصلها  ونزوة السيطرة والسادية والتسلط  والانانية وحب الذات وافضليتها والعنصرية والمراوغة والامعية مع الاكثرية اي غريزة السير مع القطيع وغيرها هذه كلها وسائل يلجا اليها الحيوان بدلا عن النظام والقانون والدستور كونه لا يمتلك القدرات العقلية والذهنية والجسدية الراقية كما الانسان لصياغتها وفهمها والتعامل معها

فالكمبيوتر مثلا لكي يستوعب برامج راقية عليه ان يكون محتويا على معدات وامكانيات لاستيعاب هذه البرامج والتفاعل معها ومعالجة المعلومات من خلالها واعطاء نتائج من ضمنها

 

الانسان لديه امكانية تطوير ذاته بكل قدراته ومقوماته العصبية والنفسية والجسدية من خلال التعلم والتدريب والتمرين والممارسة والخبرة والتجربة والمهارة المكتسبة

ولديه الامكانية ان يختلق قدرات ذاتية  ويطورها اضافة الى قدراته الاصلية الموروثة المفعلة والمطورة وان ينقل هذا الارث  الى ابنائه من بعده بالوراثة وهكذا فينتج مجتمعا انسانيا متطورا متغيرا نحو الافضل بتعاقب الاجيال وبتوالي الزمن

 

بالمقابل نجد الحيوان يتطور بقدراته العضوية والخلقية  والسلوكية والمنهجية فقط بحدود التغير الطبيعي بهدف التاقلم مع متغيرات المادة والطبيعة في محيط حياته للحفاظ على عنصره وتواصل حياته بالشكل الطبيعي والتكاثر

اي انه  لا يمتلك امكانية التغيير والتطوير والخلق الذاتي كالانسان وبهذا يبقى نسبيا غير متطور  ويبقى ثابتا في حدود رغبة الطبيعة  وحكمها وتصرفها

 

الانسان يمتلك القدرة على تحدي الطبيعة  والتحكم في مسارها  وقطف ثمار انتاجها المبرمجة لاهدافه واغراضه

 

اما الحيوان فهو خاضع خضوعا تاما لمسار الطبيعة ونهجها ولا يمتلك القدرة على تحديها وتغيير مسارها

 

سؤال كبير يطرح نفسه وهو :

 ما هو موقع الانسان العربي من هذا التصنيف ومع من نصنفه وما هي نسب تصنيفه بين هذين الطرفين  الانسان والحيوان ؟

الجواب متروك للقارىء  لاجابة نفسه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق