الفرق بين الانسان والحيوان
الانسان يفهم الاشياء بحقيقة تكوينها ومواصفاتها الطبيعية كان تكون فيزيائية او كيميائية او بيولوجية او رياضية او ميكانيكية او ديناميكية او غيرها مما تتصف به ضمن علوم المادة والطبيعة
اما الحيوان فيفهم الاشياء بتصورها وتوهمها ونسج المعاني لها في مخيلته وتاويل معناها الحقيقي الى الشكل اللذي يناسب مستوى وعيه وتمييزه
وبهذا فانه يرسم في داخل دماغه صورة للشيء للدلالة عليه ولكنها ليست تطابق حقيقته وذلك لعدم او لضعف القدرات الادراكية الذهنية وضعف قدرات الفهم والاستيعاب والتمييز والبحث والاستكشاف والقياس والمقارنة والتقاطع والاسقاط والذاكرة المتطورة وغيرها من القدرات العقلية والذهنية اللازمة للفهم العلمي الطبيعي المادي الحقيقي للاشياء
وهذا سببه اما ان يكون انعداما او ضعفا بالقدرات بسبب طبيعي عضوي وراثي يتعلق بالعنصر والنوع او ان هذه القدرات اصابها السكون والضمور والخمول نتيجة عدم استعمالها وتفعيلها لفترة من الزمن
وبهذا فهي تحتاج لتخليق او تحتاج لتفعيل
الانسان يسير بحياته بناء على قانون ودستور وخطة ومنهج ومبدا تحدد كلها نمط مسيرته وكيفيتها وحدودها وبدايتها ونهايتها واهدافها
وتتضمن هذه المسيرة قصة حياته وصراعه مع تحديات الحياة بمجملها وبهذا المضمار يكون قد اتسع مجال حياته لاهداف اكبر من هدف الحفاظ على الجنس والنوع والتكاثر والتواصل المعيشي
فقد عمد الانسان على تغيير مواصفات المادة الكونية في محيطه وتحويلها الى اشكال تخدم حياته والى اغراضه وغاياته وانطلق في عملية التغيير والتاثير والى خارج نطاق دائرته لتشمل عناصر خارج الطبيعة كابحاث الفضاء والصعود الى القمر وتحضيراته لغزو الفضاء ورسم طموحات اكبر بالمستقبل
كل هذا بسبب امتلاكه لقدرات الوعي والفهم والادراك العالية اللتي تؤهله لفهم الامور من حوله على حقيقتها وبالتالي يسهل عليه التعامل معها والتدخل في صناعة الكون وتحديد مواصفاته تبعا لرغباته
بالمقابل نجد ان الحيوان يسير بحياته بفعل غرائزه وشهواته ونزواته فغريزة البقاء والتكاثر والحفاظ على الحياة وتواصلها ونزوة السيطرة والسادية والتسلط والانانية وحب الذات وافضليتها والعنصرية والمراوغة والامعية مع الاكثرية اي غريزة السير مع القطيع وغيرها هذه كلها وسائل يلجا اليها الحيوان بدلا عن النظام والقانون والدستور كونه لا يمتلك القدرات العقلية والذهنية والجسدية الراقية كما الانسان لصياغتها وفهمها والتعامل معها
فالكمبيوتر مثلا لكي يستوعب برامج راقية عليه ان يكون محتويا على معدات وامكانيات لاستيعاب هذه البرامج والتفاعل معها ومعالجة المعلومات من خلالها واعطاء نتائج من ضمنها
الانسان لديه امكانية تطوير ذاته بكل قدراته ومقوماته العصبية والنفسية والجسدية من خلال التعلم والتدريب والتمرين والممارسة والخبرة والتجربة والمهارة المكتسبة
ولديه الامكانية ان يختلق قدرات ذاتية ويطورها اضافة الى قدراته الاصلية الموروثة المفعلة والمطورة وان ينقل هذا الارث الى ابنائه من بعده بالوراثة وهكذا فينتج مجتمعا انسانيا متطورا متغيرا نحو الافضل بتعاقب الاجيال وبتوالي الزمن
بالمقابل نجد الحيوان يتطور بقدراته العضوية والخلقية والسلوكية والمنهجية فقط بحدود التغير الطبيعي بهدف التاقلم مع متغيرات المادة والطبيعة في محيط حياته للحفاظ على عنصره وتواصل حياته بالشكل الطبيعي والتكاثر
اي انه لا يمتلك امكانية التغيير والتطوير والخلق الذاتي كالانسان وبهذا يبقى نسبيا غير متطور ويبقى ثابتا في حدود رغبة الطبيعة وحكمها وتصرفها
الانسان يمتلك القدرة على تحدي الطبيعة والتحكم في مسارها وقطف ثمار انتاجها المبرمجة لاهدافه واغراضه
اما الحيوان فهو خاضع خضوعا تاما لمسار الطبيعة ونهجها ولا يمتلك القدرة على تحديها وتغيير مسارها
سؤال كبير يطرح نفسه وهو :
ما هو موقع الانسان العربي من هذا التصنيف ومع من نصنفه وما هي نسب تصنيفه بين هذين الطرفين الانسان والحيوان ؟
الجواب متروك للقارىء لاجابة نفسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق